Friday, October 3, 2008

إخوة الوطن .. العراق عراقنا جميعاً رغم أنف الحاقدين

إخوة الوطن .. العراق عراقنا جميعاً رغم أنف الحاقدين

كتابات : علي الحمــداني

منذ اليوم الأول لإحتلال العراق من قبل القوات الأجنبية ، وحتى قبل بدء العمليات العسكرية ، قامت القوى المعتدية بالتنسيق والتعاون مع شرائح إجتماعية وسياسية تم إنتقائها بعناية لكي تقوم بتنفيذ الخطط التي كانت موضوعة على أجندة المحتل ، وإنتقاء هذه المجموعات التي أطلق عليها المعارضة العراقية ، لم يكن بالأمر الإعتباطي ، بل قد تم بعد دراسات دقيقة ، فاستُبعد من استُبعد منذ البداية من الشخصيات الوطنية المستقلة والتي كانت قد تركت العراق ، وتم التركيز على مجموعات أخرى عُرِفت إما بتطرفها المذهبي الطائفي ، وأقصد هنا مجموعات من يسمون أنفسهم الشيعة أو هم يمثلون الشيعة ويدافعون عن مظلوميتهم .. وهم حقيقةً من الذين لهم إرتباطات عرقية ومبدأية مع نظام الحكم الإيراني ويمثلون مصالحه في المنطقة ، فكانت عملية التعاون والتنسيق الأمريكية ـ الإيرانية ، بشكل مباشر أو غير مباشر مع حكومة طهران لإسقاط الحكم العراقي .. وهذه لم تعد سرأ يخفى على أحد بعد أن صرحت بها القيادات الإيرانية .. أو مع تلك التي عُرِفت بتطرفها القومي الشوفيني الإنفصالي كقيادة الحزبين الكرديين جماعة البرزاني والطالباني .. أو مع بعض الشرائح الأخرى من خلال ( نماذج ) مشبوهة صنّفت نفسها مع العرب السنّة ، أو شخصيات سياسية تسمي نفسها مستقلة .. أو من أولئك الباحثين عن قطعة من الكعكة في الحكم القادم ، أي من المنتفعين والإنتهازيين ..!

هكذا خرجت التشكيلة الجديدة الى الحياة من الرحم الأمريكي ، حيث كان المخاض والولادة في صالة إجتماعات فندق ( هيلتون إنتربول ) في ( إدجور رود ) في قلب لندن ، في مؤتمرهم المشهور الذي سبق الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 .. بعد أن كانت قد وضعت النطفة الحرام لهذا المولود من قبل أميركا وإسرائيل وإيران سوية خلال مؤتمر صلاح الدين في الشمال العراقي برعاية الحزبين الكرديين ..!

لم يكن بعد كل ذلك المخطط الخبيث ، أن يكون مفاجئاً كل ماحدث بعد أن تسلم هؤلاء مراكز السلطة تحت الحماية الأمريكية ، من أن يعاني العراق وشعب العراق كل هذه المعاناة وعلى مدى قرابة ست سنوات ، من الظلم السياسي والإقتصادي والإجتماعي ، ومن الطائفية الدينية والمذهبية المقيتة ، ومن الشوفينية العرقية والقومية ، والتي إنعكست جميعها بما هو معروف من تدمير وقتل وتهجير ونهب وسرقات وتجاوزات قانونية وإطلاق يد عمائم قم وممثليها من ( العراقيين ) في العراق ، وإطلاق أيدي عصابات الحزبين الكرديين بتجاوزات يعجز عنها الوصف .. حتى وصل الأمر الى هذه الحالة التي يرثى لها والتي نشهدها تحدث اليوم وكل يوم ، ولايزال المخطط يسير حثيثاً على يد حثالات الحكم في بغداد والمغتصبين لها ، حتى بعد أن بدأت السياسة الأمريكية في العراق تتعثر وتهتز وهي تحاول أن تجد الطريق الى نقطة ضوء في النفق المظلم مع إقتراب سقوط مجرم الحرب بوش ، ومع تصدع وإهتزاز النظام المالي العالمي الذي تقوده أميركا ، والذي لم يشهد مثله العالم منذ عام 1929 الذي شهد إنهيار الإقتصاد الأمريكي .

اليوم والعراق يحاول أن يقف على أعتاب مايسمى بإنتخابات مجالس المحافظات ومحاولة فرضها وبشكلها المشوه المزيف ، والتي أصبح من واجب كل عراقي وطني مهما كان دينه وقوميته أن يقاطعها ، نجد أن الطائفية والشوفينية قد بدأت بخطوات مهمة من أجل عمليات التزييف وغمط حقوق مجموعات مهمة وفاعلة من الشعب العراقي ، ولها دورها في تاريخ العراق قديمه وحديثه ، وفي بناء الدولة العراقية الحديثة منذ عام 1921 ..

المسيحيون العرب :
الذين قدموا للعراق الكثير من التضحيات ومن البناء ومن العقول العلمية والأدبية ومن السياسيين المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة . المسيحيين الذين تعرضوا في شمال العراق خصوصاً الى الإضطهاد الكردي العنصري ، وتم حرق قراهم وتشتيتهم ، نراهم اليوم يهمشون من الإنتخابات المزعومة القادمة ، وتحاول الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء وضعهم تحت الوصاية الكردية والشيعية الفارسية وهي تتكلم وبكل وقاحة عن الديمقراطية .. الأمر نفسه يشمل أيضاً المسيحيين من أصول غير عربية ومن سكنة المنطقة لقرون طويلة ..
لو أردنا أن نسمي القرى في جبال شمال العراق ، وفي سهل نينوى ، والتي تم تدميرها وقتل المئات من سكانها على يد العصابات الكردية المتطرفة منذ بداية القرن الماضي وبالتفاصيل ، لملأنا صفحات وصفحات ، ولكنني هنا سأضع بعضاً من أسماء هذه القرى ، والتفاصيل موجودة لدي لمن أراد المزيد :
دهوك ، مالطة أو معلثايا ، ماسيك ، كاني ماسي أو عينا دنوني ، دوري ، أقري ، ملختا ، مغربيا ، جم دوستينا ، سردشتي ، بيت تنوري ، بيقولكي ، جديدي ، تاشيش ، ماني نصارى ، بشمياي أو إشمانيلا ، توثي شيمايي ، ديرشكي ، بي بالوك ، خوارا ، بوتارا ، هلوا ، ميركا جيا ، هيسي أو هيس ، كاني بلافي ، موسكا ، باز ، جقلا ، جلك نصارى ، إيات ، هوركي ، دركلي ، جميكي ، طروانش ، بازيفي ، بي كوزنكي ، سرسنك ، الداوودية ، تن ، دهي ، ارادن ، بيناثا ، إينشكي ، بادرش ، دهوكي ، بليجاني ، بوباوا ، كواني أو كوماني ، ديري ، بيباد أو بي بيدي ، همزية ، كاني هجر ، برزنكي ، سردراوا ، سكريني ، هاونتكا ، ماهوذي ، ميرستك ، طاشيكي ، أشاوا ، عمادية ، كربيش ، دورية ، كوهانا ، كشكاوا ، خليلاني ، جم سني ، هيزاني ، شولي ، بلمند ، جم ربتكي ، ميروكي ، جم أشرت ، جم جالي ، صاوورا ، أصن أو سياني ، أركن ، طلانثيا ، شرمن ، كندكا ، خردس ، خربا ، نوهارا ، برتا ، ديري ، دينارتا ، شوشن ، خيلبثا ، سفرا الشرقية ، خرجاوا ، كيرا صور ، كاني قلا ، كوراوا ، بيرماوا ، زيوكا ، بلمبوس ، دودي مسيح ، عقرة ، زاخو ، بيرسفي أو برساوا ، شرانش ، ناف كندالا ، بيركا ، ملا عرب ، ميركا سور ، بيدارو ، قره ولي ، فيشخابور ، ديرابون ، صوريا ، سميلي ، باختمي ، ماوانا أو مافان ، مانكيش ...
وعشرات بل مئات القرى المسيحية الأخرى والتي أحتفظ بأسمائها ومواقعها والأحداث التي تعرضت لها والسنوات التي تم فيها إغتصابها وتكريدها ، بل وأسماء بعض أعيانها ممن تم إعدامهم على أيدي عصابات المتطرفين الأكراد !!!

اليوم وفي ظل حكومة الطائفية الفارسية الحكيمية / الدعوجية ، وشوفينيي الكرد ، وإنتهازيي البعض ممن يسمون أنفسهم العرب السنة المتعاونين معهم والمنتفعين منهم ذوي التاريخ الإنتهازي الأسود .. يتم إغتصاب حقوق ملايين المسيحيين العراقيين بدون وجه حق ، إلا إرضاءاً لطهران وأربيل والسليمانية ..!

الصابئة المندانيين :
سكان العراق منذ القدم ، وممن ساهموا في خلق التراث العراقي بحرفيتهم ، وممن أغنى الفكر العراقي برجالهم وشخصياتهم من سياسيين وأدباء ومفكرين .. يتم مسحهم بجرة قلم أسود في المنطقة السوداء !! لتترك الوصاية عليهم لعصابات الحكيم داعية الإنفصال لجنوب العراق تحت مسمى الفيدرالية ، وبعد أن تم وخلال سنوات الإحتلال تهجير بعضهم مع من تم تهجيره من العرب السنّة من البصرة بفعل إرهاب عصابات ميليشيات الطائفية الفارسية ، تماماً كما تحاول أن تفعل عصابات البيشمركة الكردية مع التركمان والعرب وغيرهم في حملات تطهير عرقي منظمة وتغيير ديموغرافي متعمد لمناطق في كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى ..

نفس الريح الطائفية والعنصرية السوداء ضربت : اليزيدية ، الشبك ، وعراقيين آخرين هنا وهناك تحت مسمىً سخيف هو : الأقليات .. وهم يعلمون أن هذه ( الأقليات ) كان ومايزال لها دورها الإيجابي في تشكيل دولة العراق ، وأنهم جزء لايتجزأ منه ، وأن قومياتهم ومعتقداتهم ليست موضع مساومة ولا تصلح لكي تكون ضحية مكر وخداع وخبث الحاكمين العملاء في بغداد !!

أصبحت أمور العراقيين بيد أشخاص غرباء عملاء منتفعين تم شراء ذممهم من أمثال ( دي مستورا ) لإضفاء صفة الشرعية الدولية على مايجري من إنتهاكات بحق مكونات الشعب العراقي ، والذي قد بدأ يتنصل من دوره الآن ، وبإيعاز أمريكي كما يبدو ..!

ياللعجب ..!! يقول ستيفان دي مستورا : أنه يشعر بالقلق والدهشة وخيبة الأمل حيال إلغاء المادة 50 من الدستور ...!!!
يقول ذلك .. بعد أن تظاهر المسيحيون واليزيديون والشبك والمدانيون وغيرهم ، واستطاعوا لوي ذراع حكومة بغداد ..

لقد قام العملاء جلال الطالباني ومسعود البرزاني زعيمي الحزبين الكرديين الإنفصالين ، وعادل عبد المهدي ( الحكيمي ) ، وطارق الهاشمي (الإسلامي ) بالإجتماع في منتجع سد دوكان شمال العراق ، وكل الذي صدر عنهم هو ( إقتراح ) بإعادة المادة خمسين ، وحين سؤل مصدر رسمي من قبل وكالة الصحافة الفرنسية ، عن سبب إستخدام كلمة ( إقتراح ) بدل ( إعادة ) المادة ، أو إشتراط إعادتها ، جاء جوابه كالعادة باللف والدوران والمراوغة : ( التوصل الى القانون إستغرق اكثر من خمسة أشهر في ظل مداولات صعبة للغاية !! فكيف نعيد الأمور الى نقطة الصفر والبدء مجدداً ؟)

هكذا إذن تبدأ الصفحة الثانية من مراوغة الحكومة الحكيمية / المالكية من جهة ، والإنفصاليين الأكراد من جهة ثانية ، وبينهم كما نعلم سواء الحكيم والمالكي من جهة ، أو كلاهما متحدَين في ( إئتلافهما ) ضد ( التحالف ) الكردي من جهة ثانية .... من عمليات الضرب تحت الحزام ، ما أنسانا عبارة التآلف الكاذبة : ( فد حزام ) !!!
إنهم تجمعهم العمالة .. ويجمعهم تفتيت العراق .. أي إخوان في الخيانة !!!

ياإخوة العراق من مكونات الشعب العراقي .. والوطن العراق :
العراق وطننا جميعاً
تاريخنا مشترك .. ومصيرنا واحد
الإحتلال الى زوال
وعملائه مصيرهم المزابل

قاطعوا إنتخابات ما يسمى بمجالس المحافظات ، ولن نرضى ، ولن ترضوا ، أن نكون أداة لتكريس حكومة العملاء وأسيادهم .

lalhamdani@rocketmail.com

www.alialhamdani.blogspot.com